ارشيف المدونة

حكمة اليـوم

احصائيات المدونة


بحث هذه المدونة الإلكترونية

" تفاعل مع موقعك

Recent Comments



بقلم محمد بقالي 
 ما إن وطئت رجلاي أرض ثانوية ابن الهيثم، وتجولت عيناي بين جنباتها، حتى أصبت بخيبة أمل كبيرة. علما أنني لم يسبق أن رأيت هاته الثانوية من قبل أن أكون تلميذا بها. ربما قد تتساءلون .. ما بال هذا الفتى يتحدث بهذا الشكل ؟.. و عن ماذا يتحدث؟ أنا أتحدث عن شكل الثانوية المثير للاستغراب، و عن جدرانها المتهرئة، و ألوانها الفاتحة التي تشعرنا و كأننا في روض الأطفال، و المساحات الشاسعة وسط الثانوية و التي مع الأسف أخذت لون التراب بدل أن تغطى بالكرافيت أو بنباتات و أزهار.



أعتقد جازما أنكم مثلي أيضا، لم ترقكم مورفولجيا الثانوية، و لكنكم لم تودوا الخوض في حديث عن الموضوع، لم تراسلوا الإدارة، و لم تقترحوها على أساتذتكم، بل حتى على زملائكم. هل لهذا دلالة على استهتاركم بشؤون الثانوية الخاصة ؟ أم أنكم تقولون أن لا طائل وراء الحديث عن تطوير المؤسسة مادام رأي التلميذ بعيد كل البعد عن دائرة الإدارة، و لا يؤخذ بعين الاعتبار ؟ أم تنتظرون تحركا من لدن المسؤولين ؟ مهما كان الجواب، فالتصرف خاطئ، لأن الإنسان مهما علا قدره عليه أن يهتم بالمحيط الذي يعيش به، نحن التلاميذ نقضي نهارنا بين جدران ثانويتنا، و ليلنا في منازلنا، إذن فالوقت الذي نقضيه داخل مؤسستنا نهارا هو أكثر من الوقت الذي نقضيه في منازلنا، إذن فما الداعي للتغاضي عن المشاكل التي تهم ثانويتنا، ألم يكن حريا بنا أن نتحرك جميعا أو فردا فردا، و نوحد كلمتنا ( ليس بالمعنى الثوري ) أمام سعادة المدير، فنخبره بما أرادت عينانا رؤيته، رؤية مؤسسة عصرية، ذات بنية جميلة و جذابة، و ألوان مناسبة، و ممرات نظيفة و مبلطة، تصوروا كيف ستكون ردة فعل المدير، بالطبع هو سيسعد كثيرا لذلك، لأن الأمر يتعلق بتلاميذ أحبوا ثانويتهم و أبانوا عن رغبتهم في تحسينها و تطويرها، بل سيزيد الأمر تحفيزا له على بذل مجهود أكبر من أجل التقدم بالثانوية إلى الأمام، لا أحد منا فعل ذلك ! و كأننا راضين في ما نحن فيه.


في فترة التسجيل الدراسي أول هذه السنة، لم أكن هنا بمدينة العروي، بل كنت في مدينة أزغنغان، حيث بقيت هناك لما يقارب أسبوع، أعتقد بين 15 شتنبر إلى 23 ، حينها كنت أتردد على ثانوية طه حسين، كنت ألج المؤسسة متخفيا بدفتر و كأني تلميذ في تلك المؤسسة، لكنني لم أكن أتسلل إلى داخل الفصول الدراسية، بل كنت أتجول فقط داخل الثانوية، و قد أعجبت كثيرا كثيرا بها ! فبمجرد أن ارتسمت صورتي ذات اللون الواحد على رصيف الثانوية حتى أحسست أني داخل مؤسسة من النوع الرفيع،


الرصيف أمامي يقودني إلى أعمق نقطة في المؤسسة، شمالا و جنوبا، شرقا و غربا، يمكنني التجول من دون أن تلمس رجلاي التراب، أما بنيتها فهي رائعة أيضا، مجموعة من الأقسام من حجم واحد تمتد على جوانب النصف الأول من الثانوية و على طبقتين إضافة إلى الطبقة الأرضية بشكل بديع يشبه الرف بشكل كبير، أم في وسط هذه المؤسسة مجموعة من القطع الأرضية الخضراء التي تحوي مختلف النباتات الجميلة والورود، بالمعنى الواضح ، أحسست أني داخل مؤسسة تعكس حقا المجهود الذي قام به القائمون بشؤون هاته المؤسسة التعليمية.


لستم هنا أمام نزق وصفي، و لستم بصدد قراءة مقال يكتبه تلميذ يكره ثانويته ابن الهيثم، بل أمام واقع مر، أرغمني على التحدث بكل ما أوتيت من قوة، من أجل هدف أسمى، أ لا و هو أن نطور ثانويتنا، و نجعلها على الأقل مثل ثانوية طه حسين ( أتحدث هنا على شكل و بنية الثانوية و غيرها وليس عن الأطر التعليمية العاملة بها) .


كان من البديهي أن تكون ثانويتنا أفضل المؤسسات على صعيد الجهة، بحكم كونها الثانوية الوحيدة المتواجدة بمدينة العروي، و ثانيا لكون مدينة العروي تعتبر من المدن التي تتوفر على ميزانية كبيرة كما يقال، و الكافية بجعل ثانوية ابن الهيثم مؤسسة تعليمية عصرية لا تقل شأنا عن نظيرتها في مراكش و إفران و الرباط، و ليس أن تحتفظ بها كمعلمة تاريخية قديمة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الساعة الآن بتوقيت بغداد

translate blog

ابحث في المدونة